أرشيف النبطيةتاريخ النبطية

علاقة عائلة عبد الله كحيل في خدمة الإمام الحسين(ع) في النبطية… مقال مرفق بالصور من الأرشيف

**** علاقة بيت عبد الله كحيل في خدمة الامام الحسين(ع) ***

بقلم الأستاذ رضا كحيل

*** لقد مر على عائلتي ما يقارب التسعين سنة، اذ ابتدات تلك العلاقة مع المرحوم والدي عبد الله كحيل ابو فؤاد، الذي كان يقوم بدور الامام الحسين(ع)في ذكرى عاشوراء من كل عام في النبطية اني لا ادري بالضبط في اي سنة ابتدا ابي بذلك، ولكني اذكر تماما وانا في الثامنة من عمري اصراري العنيد على الذهاب معه كل ليلة من الليالي العشر الاول من شهر محرم الى الحسينية، وهناك كان ابي يبدا باحاديثه لجموع الناس في الحسينية، عن رسول الله(ص) وعن ال بيته الطيبين الطاهرين وعن اصحابه المنتجبين، وكان يسهب والدي بحكايات تؤكد حب النبي(ص) لسبطه ورعايته له وحنانه عليه، وبعد حديثه كان يبدا فضيلة الشيخ محمد قديح بتلاوة مجلس العزاء بصوته الطيب وجميل كلامه عن ال بيت النبي وعن فصول ما جرى في فاجعة كربلاء . وبعد ان ينتهي مجلس العزاء يتناوب الخطباء من ادباء وشعراء، الى مسك ختام الليلة بكلمة اسلامية رائعة للعلامة فضيلة الشيخ محمد التقي صادق امام مدينة النبطية .

لقد سبق لي وقلت اني لا ادري بالضبط اي سنة قبل ولادتي، كان المرحوم والدي يقوم بهذا الدور، ولكن اذا حسبنا عمري الذي قارب على الثمانين الا (دفشة)، فيكون تقديري بان عائلتي قد اكتسبت اجر ما يقارب التسعين سنة في خدمة الامام الحسين(ع).
كان ابي يجمع في كل ليلة الشباب الذين خولوا للقيام بادوار جميع الذين تعنيهم حكاية كربلاء ابتداء بالامام(ع) وال بيته واصحابه، كما وبجماعة يزيد بن معاوية في معسكر الشر .
دور الامام الحسين(ع)كان يقوم به والدي، ودور ابا الفضل العباس كان لاخي المرحوم فؤاد، ودور علي الاكبر لاخي المرحوم حسان، اما اخي المرحوم حسن فكان يقوم بدور الطرماح الذي يدعوه الامام الحسين(ع)للسير امام الركب الحسيني دالا على الطريق الى الكوفة حاديا وهو يسير امام الركب بنشيد جميل حزين مطلعه … :
*** يا ناقتي لا تذعري من زجر … وامضي بنا قبل طلوع الفجر
*** بخير فتيان وخير سفر … ال رسول الله ال الفخر
*** السادة البيض الوجوه الزهر.. الطاعنين بالرماح السمر

…………………………… …………………………….
في كل ليلة من الاول من محرم وحتى اليوم التاسع، كان ابي يجمع جميع الممثلين ليقوموا بتمثيل واقعة كربلاء وذلك بحضور فضيلة العلامة محمد التقي صادق لتصويب الاخطاء وللتاكد من حفظ جميع الممثلين لادوارهم واتقان تاديتها بصورة سليمة . وكان كل هذا يجري امام ناظري وعلى مسمع مني حتى بت وانا في العاشرة من عمري احفظ معظم الادوار .

لقد قام المرحوم والدي باخر ادواره في فاجعة كربلاء سنة 1950م، اذ توفي رحمه الله في شهر اب من سنة 1951م . كنت في هذه السنة في عمري الحادي عشر .
بعد وفاة ابي خلفه اخي فؤاد ليقوم بدوره (دور الامام(ع) ) وخلف اخي حسان اخي فؤاد بدور ابي الفضل العباس، وبقي اخي حسن يقوم بدور الطرماح . ولما صرت في سن ال16 سنة قمت بدور القاسم بن الامام الحسن(ع) (ولي صورة مرفقة في ساحة عاشوراء محاطا بكل من الصديقين العزيزين سمير فياض ورشاد الهمداني)، (كما وارفقت مع هذا المقال صورة للمرحوم والدي على جواد، وصورة لاخي المرحوم فؤاد، واخرى للمرحوم اخي حسان على جواد، وللمرحوم اخي الحاج حسن حاملا سيفه وهو يقوم بدور الامام الحسين(ع) ) .

بعد انتقال اخي فؤاد الى بيروت وانشغاله في العمل الصحافي في صحيفة النداء، خلفه اخي الحاج حسن للقيام بدور الامام(ع) مع احتفاظه بدور الحادي الطرماح لانشاد حداء الركب الحسيني الشريف . وبعد وفاة المرحوم اخي الحاج حسن تولى هذا الامر غيره من اهالي المدينة الطيبين .

هذه قصة عائلتي مع عاشوراء التي كانت تاكل معنا في صحوننا في بيتنا، نشانا وتربينا في اجواء عاشوراء، فغدونا من عشاق سيد الشهداء وال بيته الكرام الطيبين الطاهرين واصحابه البررة الذين نصروا الامام(ع) وابوا التخلي عنه وعن نصرته مفضلين الاستشهاد بين يديه وفي سبيل رسالة جده رسول الله صل الله عليه واله وسلم .

زر الذهاب إلى الأعلى