منوعات

كيف نكون أتباع الرسول الأعظم “ص” وخليفته الإمام أمير المؤمنين “ع” وواقعنا المرير – مقال لأبو عمار

في ذكرى موقعة الغدير العظيمة لا يسعني سوى التذكير بأن نكون أتباع الرسول الأعظم وخليفته الإمام أمير المؤمنين علي (ع) ،
قال عبد الله بن عباس: دخلت على أمير المؤمنين (ع) بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي:
ما قيمة هذه النَعل؟
فقلت: لا قيمة لها.
فقال عليه السلام: والله لَهيَ أحبُّ إليَّ من إمرتكم إلاّ أن أُقيم حقّاً، أو أدفع باطلاً.
بهذه الكلمات المضيئة يرسم لنا الإمام علي (ع) النهج والطريق الذي ينبغي على المؤمن الرسالي سلوكه في الحياة الدنيا.
ففي الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون للوصول إلى أعلى المقامات في الدنيا، والنيل من زخارفها ومباهجها، لا يبالون في الوصول إلى هذه الأهداف حتى ولو كانت على دماء الأبرياء، واتباع الشيطان، وظلم الناس. يَرى إمام الحق والعدالة الإنسانية أنّ ذلك كلَّه لا يساوي شيئاً في مقابل إقامة الحق ودفع الباطل….
وقد وصف الامام علي(ع) علاقته وقربه من النبي(ص) فقال :
وقد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة؛ وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل.
ولقد قرن الله به (ص) من لدن أن كان فطيماً، أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره.
ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري.
ولم يجمع بيتٌ واحدٌ يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله (ص) وخديجة وأنا ثالثهما.
أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة.
ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه (ص) فقلت: يا رسول الله، ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد آيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلا أنك لست بنبي، ولكنّك لوزير، وإنك لعلى خير ..
( نهج البلاغة _ الامام علي)
في عيد الغدير يا ليتنا نسير على نهج الامام علي (ع) ولا ندّعي حبّه فقط، وكل اعمالنا تخالف تعاليمه كلها.
في ذكرى الغدير يجب إعلان الحداد وليس الفرح؟!!!، على مجتمع سقط أخلاقياً وتحطّم أمام أطماعه وجشعه وجوعه الذي لا ينتهي .. لو أن الامام علي (ع) يقوم بزيارةٍ واحدةٍ لهذا المجتمع وشاهد وضعه لبكى وتأسف وتبرأ منه …
مجتمعٌ أصبح جلّ همه نفسه، تفشت فيه السفاهة والتفاهة وأكل مال الحرام والبذخ والترف، والمخدرات، والإنحلال الأسري وقطع الأرحام لأتفه الأسباب، مجتمعٌ تطفو فيه البغضاء وحب الذات وعدم الإيثار وكره الأخ لأخيه والتقاتل على الميراث، وظلم الضعيف.
فكيف نكون من محبي الأمير ومتبعيه ونحن لا نلتزم بأصغر ما كان يدعونا لنلتزم به لنسعد في الدنيا والآخرة، حريٌّ بنا أن نعيد بناء ذواتنا وتهذيب انفسنا وإتباع حكم وأقوال الأمير عسى أن يكون بذلك صلاح مجتمعنا ولنكون بصدق من موالي الإمام علي (ع).
أ …. ع …

زر الذهاب إلى الأعلى