
في أحدث مؤشر على عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بشكل رسمي، أعطى الرئيس التونسي، قيس سعيد، تعليماته بالشروع في إجراءات تعيين سفير جديد لدى دمشق، بعد قطيعة دامت أكثر من 11 عاما.
ويوم أمس الخميس، جدد البلدان خلال مكالمة هاتفية جمعت وزير الخارجية التونسي، نبيل عمار، بنظيره السوري، فيصل مقداد، تأكيدهما على “عمق الروابط الأخوية وعراقة علاقات التعاون القائمة بين تونس وسوريا وعلى الرغبة المشتركة في مزيد تطويرها”.
فيما ثمّن الوزير السوري قرار الرئيس التونسي بتعيين سفير لتونس لدى سوريا، مشددا على “أهمية هذه الخطوة في الإسهام في عودة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي”.
وفي 11 مارس/ آذار الماضي، كشف الرئيس التونسي، قيس سعيد، عن توجه بلاده إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، المنقطعة منذ عهد حكم الرئيس الأسبق، المنصف المرزوقي، وذلك عقب كارثة الزلزال التي حلّت بسوريا وتركيا.
وآنذاك، قال سعيد: “ليس هناك ما يبرر ألا يكون هناك سفير لتونس لدى دمشق وسفير للجمهورية العربية السورية لدى تونس”، مشيرا إلى أن “مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم وأن تونس تتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لها إطلاقا في اختيارات الشعب السوري”.
وقطعت تونس علاقاتها مع سوريا منذ عام 2012، واتخذت قرارا بإغلاق السفارة السورية لديها، وهي من بين الدول الـ18، التي وافقت على تعليق نشاط سوريا في جامعة الدول العربية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011.
ويتزامن القرار التونسي بتعيين سفير لدى سوريا، مع مساعي بعض قيادات الدول العربية لإعادة العلاقات مع دمشق، آخرها السعودية التي كشفت خارجيتها عن بدء مباحثات مع وزارة الخارجية السورية بشأن استئناف تقديم الخدمات القنصلية في البلدين، وسبق ذلك زيارة وزير الخارجية المصري إلى دمشق عقب كارثة الزلزال، واستقبال سلطان عمان، هيثم بن طارق، للرئيس السوري، بشار الأسد، في مسقط.