أخبار لبنان

جريمة مروعة تهز لبنان في الضنية… قتلوه ونزعوا قلبه بفتوى شيخ

في الضنية… قتلوه ونزعوا قلبه بفتوى شيخ

“ليبانون ديبايت” – أنيتا سليمان
“حلّ عن ربي” كانت كفيلة بإنهاء حياة الشاب محمد الدهيبي، شُق صدر محمد بساطور وأخرج قلبه من جسده، ونُكّل به بأبشع الطرق لمجرد تفوهه هذه العبارة، الذي اعتبرها أحد المارة من جانبه أنها “كفراً”، ووضع نفسه وكيلا لـ”الله” لمحاسبة محمد.

لا جدل إن قلنا أن التعرّض للعزة الالهية خطيئة، وعلى نفس الوزن، فإن الرد على الخطيئة بخطأ لا يقل سوء عنه ولا يعطي الشفاعة للمرتكبين ولا يبرر فعلتهم.
في التفاصيل، بدأت الحادثة داخل سوبرماركت في بلدة النبي يوشع في قضاء المنية – الضنية بين إبن البلدة م.ع. الدهيبي والشيخ خ. الدهيبي من بلدة دير عمار، وبالرغم من أنهما من نفس العائلة لكنهما ينتميان إلى بلدتين بنفس المحافظة والقضاء ولا تربط بينهما أي صلة عائلية، كما أنهما لا يرتبطان بصداقة أو مودة لاختلاف الذهنية والنهج.

وبينما كان يقوم الضحية بالتسوق، تجادل مع صاحب السوبرماركت ليختتم جداله بعبارة “حل عن ربِّي”، في وقت صودف فيه وجود شخص أو أكثر من آل الدهيبي فاقترب منه أحدهم وقال له “ألا تعرف أن هذه الكلمة التي قلتها تُعتبر كفرًا”, فرد عليه بالقول: “وما دخلك انت إذا كانت كفرًا أو لا”.
وبحسب الشهود, إن الجدال انتهى عند هذا الحد. وعند خروجه من المحل وجد أن الشيخ خ. الدهيبي وبرفقة أشقائه حضروا إلى برج اليهودية قاطعين الطريق على محمد، وكان الشيخ شاهرًا سكينًا بينما يحمل أحد أشقائه ساطورًا، فعاجل الشيخ الضحية بأكثر من طعنة بينما قام شقيقه بشق صدر القتيل بالساطور ليخرج قلبه من جسده، قبل الإقدام على قطع أكعابه.
في المحصلة، لا يمكن وصف ما حصل سوى بجريمة “داعشية” بكل ما للكلمة من معنى، لكون هذا النهج مورس من قبل التنظيم الارهابي في المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، فما هو حكم الشريعة الاسلامية لأمر مماثل وما هو موقفها من الجريمة؟
لاستضاح الصورة, أجرى “ليبانون ديبايت، اتصالاً مع القاضي الشرعي الشيخ اسماعيل دلّي الذي أكد أن ما حصل “لا علاقة له بالدين, انما هو جريمة موصوفة بكل ما للكلمة من معنى”, لافتاً الى أن “الاسلام كدين بريء من هكذا جرائم”.
وشدد دلّي على أن “مرتكبي الجريمة مجرمون ويجب أن يحاسبوا حساب المجرمين والداعشيين, حيث لا علاقة لهم بالدين”, مشيراً الى أن “الدين لا يعترف بما قاموا به”, مضيفاً أن “الله لم يضعه وكيلاً عنه كي يحاسب الناس بهذه الطريقة البشعة”.
وأشار الى أن “ما قاله الضحية كلام اعتاد أن يقوله اللبنانيين يومياً وفي المعنى الشعبي لا تُعتبر كُفر, وما حصل جريمة موصوفة، وبالشرع لا يُقتل وانما يُتخذ تدابير أخرى بحقه”, مؤكداً أنه “حتى لو ارتدّ عن الاسلام ونكر وجود الله وكفر وخرج عن الملّة, في الشرع يُستتاب وتتم توعيته وبالتالي يُحبس من أجل أن يتوب, واذا لم يتوب يحكم القضاء عليه”.
وعلم أن القوى الامنية استلمت القضية وبوشرت التحقيقات باشراف القضاء المختص.

زر الذهاب إلى الأعلى