كتبت رمال جوني في صحيفة نداء الوطن:
تراجعت حدّة المواجهة مع وباء “كورونا”، إنخفضت اعداد الاصابات الى مستوى متدنٍّ جداً، كل المؤشرات تشي بقرب العودة الى الحياة الطبيعية، فالنبطية ومنطقتها التي كانت داخل الخط الأحمر قبل شهر بإرتفاع أعداد الاصابات داخلها، بالكاد تسجّل عدة اصابات هذه الأيام، حتى أقسام “كورونا” التي شهدت إكتظاظاً وصعوبة في إيجاد أسرّة شاغرة قبل شهر، بدأت تقفل أبوابها وتستعدّ للعودة إلى الحياة من دون وباء، حتى ان عجقة الناس على باب فحوص الـpcr إختفت، في دليل على تراجع حدة الوباء والإصابات، وبدأ الكل يستعد للشوط الأخير في معركة “كورونا” والذي يتمثل باللقاح، وهو آخر الدواء الذي يمثل ضربة قاضية للوباء.
خلال أيام الصراع بين المواطن والوباء، كان الاخير أكثر قوة، تبدّل المشهد اليوم، يتحصن المواطن خلف اللقاح الذي يشكل خلاصاً له، فالكل تعب من الحجر ومن أوجاع الوباء المبرحة وهجمته الارتدادية على الجسم مسجّلاً اوجاعاً في المفاصل والعظام وحريقاً في العيون وضيقاً في التنفّس، كل تلك العوارض ركلها الناس اليوم باللقاحات المضادّة.
في ماراتون “أسترازينيكا” الذي شهدته النبطية داخل مستشفى الجنوب الصحّي، المركز الوحيد المعتمد، حضر الناس باكراً، حتى قبل فتح أبوابه، فالكل يريد أن يقترع هذه المرة “لصحّته”. كان الماراتون أشبه بنهار إنتخابي صحّي هذه المرة، لا دخل للسياسة وللحكام فيه، وحده اللقاح هو المرشح الوحيد ليختار المواطن صحّته. لم يأبه يوسف للانتظار الطويل لأكثر من ساعتين كي يحين دوره لأخذ “أسترازينيكا”، همّه أن يحصّن نفسه من الوباء على أن يتمكّن لاحقاً من تحصين حياته وواقعه الإقتصادي من وباء الغلاء والفساد والجشع القائم. عجقة الوافدين للمشاركة في الماراتون توحي برغبة الناس في الخروج من حجر “كورونا” الى المناعة المجتمعية. لم تهتمّ زهرة بوقوفها بطابور التلقيح، “أفضل من الوقوف في طابور الذلّ على محطات المحروقات”، ترى بالعجقة إشارة إيجابية للجميع لتحصين المجتمع من الوباء، وتعتبره وعياً كبيراً بعدما شهد اللقاح مدّاً وجزراً وتشكيكاً بفعاليته، “لم يعد أمامنا سوى هذا الخيار، والا سيبقينا “كورونا” ضمن دائرة الخطر”.