أخبار النبطية

بلدية تول #النبطية حلم يراود سكانها

يسكن مدينة تول عشرات الآلاف من المواطنين الجنوبيين النازحين عن قراهم. فبعد ان كانت مزرعة لآل الصلح قامت شركة تول باعداد مخطط مدني كامل فرزت على اثره الاراضي وشقت الطرقات وبدأت ببيع العقارات الممسوحة لتتحول هذه المزرعة الى مدينة بفعل النمو السكاني والاقتصادي السريع.

موقعها الوسطي في الجنوب اللبناني وقربها من مدينة النبطية جعلها هدفا للمقاولين الذين استثمروا فيها آلاف المباني السكنية ووجود منطقة عقارية مصنفة صناعية جعلها مقصدا لاصحاب المصانع والمصالح التجارية وكل هذا دفع بالمواطنين الى الانتقال اليها من قراهم القريبة والبعيدة بحثا عن السكن اللائق ولقمة العيش مع توفر المؤسسات التربوية والصحية والدينية والترفيهية فيها والتي واكبت النمو السكاني والاقتصادي.

يرى فيها عدد كبير من سكانها موطنا اصليا خصوصا من الجيل الجديد الذي ولد وترعرع فيها وهذا ما دفع العديد من شهداء المقاومة الى التوصية بدفنهم في المدينة حيث اصبح فيها روضة للشهداء من سكانها. نقف اليوم امام مدينة بكل ما تحتويه المدن من أسس وشروط ومنشآت وعناصر تمنحها هذا الاسم الا العنصر الأهم وهو البلدية التي يجب ان تتصدى للامور الادارية والاجتماعية لهذه المدينة. هذا ما لا تفعله البلدية الموكلة بهذه المهمة والتي تتبع لها اداريا مدينة تول.

ليس بالضرورة ان يكون يكون التقصير متعمدا فطاقم بلدية مخصص لقرية لن يكون قادرا على ادارة شؤون مدينة اضافة لمهامه الاصلية في القرية. منذ بضع سنوات كانت طرقات مدينة تول مقصدا لهواة رياضة المشي والركض اما اليوم فهي لا تصلح لسير المركبات. كانت حدائقها مرتعا للاطفال والعائلات اما اليوم فهي رسوم خضراء على خرائط المدينة. كانت ينابيعها متنفسا لأهلها في الربيع وبعض الشتاء أما اليوم فطرقاتها هي المستنقعات خلال الشتاء وعلى جوانبها بعض النفايات.

كانت خضراء جميلة لم تكن شوارعها حزينة. لن يقتنع سكانها بأن النمو العمراني والسكاني أوصلها الى هذه الحالة فها هي المدن حول العالم تنمو وتتوسع في الضواحي وتبقى جميلة. المشكلة ادارية بامتياز. قيادية بامتياز. ليست سياسية ولا حزبية. قام اهالي تول بدورهم في اختيار ممثليهم في الانتخابات الاخيرة.

لم ينتخبوا لقراهم بل لجنوبهم ومكان سكنهم واقع في هذه الدائرة الانتخابية جغرافيا. لقد ملو الوعود والاهمال.

يريدون بلدية لهم ومنهم تعيد احياء مدينتهم التي تنازع. تجدد بناها التحتية وتدير امورها المعيشية فهم يدفعون الضرائب المتوجبة عليهم وعليه يرجون مقابلها ان تعود مدينتهم جميلة.

م.ا.

زر الذهاب إلى الأعلى