? الحسد واللؤم ?
?استدعى أحد الملوك قديما الحسود و اللئيم. .فقال لهما..ليتمنى كل واحد أمنية و سأعطي الآخر ضعفيها..بدأ بالحسود..فقال له ماذا تريد..فأجابه. .أريد أن تعطيني قصرك..لعلمه أن لا يوجد قصر أكبر من قصر الملك…و قال لللئيم..و انت ماذا تريد. .فرد عليه…
أريدك أن تقلع لي عين واحدة و بهذا يقلع عيني صاحبه !!
?فهل الحسد غيرة؟! و هل اللؤم طبع متأصل لا يمكن علاجه..
الغيرة..شعور طبيعي فطري موجود لدى كل شخص لكن بدرجات متفاوتة و تختلف طرق ردة الفعل تجاه الغيرة..
فالبعض يغار و يقلد
? و البعض يغار و ينافس فيتفوق أو يفشل
?و البعض يغار فيشتم ويختلق الأكاذيب ليدمر سمعة شخص ما
? و البعض يغار على الشريك فيحبسه في سجن كي يرتاح من الشكوك و الهواجس
? و البعض يغار من كثرة المال..او من الذين لديهم ذرية ذكور..أو من الذي يتبوأ منصب رفيع..الغيرة موجودة..و طريقة التعبير عنها تكشف مركبات النقص لدى كل شخص..
?أما الحسد فهو أن تتمنى زوال النعمة عن شخص ما ..حتى لو لم تتوجه إليك النعم هذه بعد زوالها..فهناك من يحسد رفيقه على زيادة في الراتب..و هناك من يحسد جاره إذا سافر إجازة. .و هناك من يحسد معارفه على تفوق أبناءهم في العلم..و هناك من يحسد الآخرين على الصحة و العافية. .أو قوة العضلات و البصر..قوة الذاكرة و الفكر..و قديما قالوا..لا يحسد المال إلا أصحابه!!
?و لكن اللؤم أشد خطورة من الحسد و الغيرة. فقد يغار الإنسان أو يحسد نتيجة الحرمان و القلة في حين أن اللئيم قد يكون من المنعم عليهم و لكنه يكره الخير لغيره..لا يحب لأحد أن يستمتع بالحياة فتراه يلدغ كالعقرب..او يبث السموم دون أن تكون قد أسئت له أو اقتربت من عالم مصالحه…و لله في خلقه شؤون…