أخبار النبطية

نقلاً عن جريدة السفير . البيوت التراثية في النبطية ، أثر بعد عين .

نقلاً عن جريدة السفير .
البيوت التراثية في النبطية ، أثر بعد عين .

عدنان طباجة
يساور القلقُ المهتمين بالبيوت التراثية والقديمة في مدينة النبطية، بعدما باتت نادرة جداً في عاصمة جبل عامل، تخوفاً من اندثارها وزوالها. وذلك إثر تحولها بفعل العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له المدينة منذ العام 1975، وحتى التحرير في أيار عام 2000، إلى هياكل وأطلال تراثية، تحكي مفاصل من التميز والرقيّ الذي طغى على شريحة واسعة من أبناء النبطية، الذين انفتحوا باكراً على التجارة والاغتراب، في أواخر القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين.

شهدت النبطية في العام 1972، فصولَ هدم السرايا العثمانية القديمة، التي بنيت في العام 1885 من طبقتين. «السرايا» التي سمّي الحي القديم باسمها، أزيلت بالتمام ولم يبق منها أي أثر. وشيّد مستوصف على أنقاضها. أما العام 1992، فشهد «جريمة» هدم أهم القصور التراثية في وسط النبطية، وهو «قصر آل الفضل»، بعد إهمال لسنوات، علماً أنه كان بالإمكان ترميمه. ولم يبق منه غير مدخل من القناطر، التي تميز بها بناؤه… وغيره العديد من البيوت القديمة الرائعة، التي أبادتها مساحات الإسمنت العشوائية التي غزت المدينة اعتباراً من منتصف الثمانينيات وحتى اليوم، والعديد منها آيل إلى السقوط أو الهدم، من دون أن يحرك أحد من المعنيين ساكناً لإيجاد مخرج يحفظ تراث وتاريخ المدينة.

منازل النبطية التراثية، يعود بناؤها إلى مطلع القرن التاسع عشر، أو إلى النصف الثاني منه، وركام بعضها المنتشر في عدة أمكنة فيها، يرجع إلى نحو مئة وخمسين عاماً، وهي من حجارة صخرية، مقطعة عبثيا، مسقوفة من جذوع الأشجار المعتلية للعقود، وطبقة ترابية على القصب والبلان، وأخرى من الحصى، وثالثة من الجير الممزوج بالتبن، وكان أصحاب البيوت يحافظون على السقف سنوياً من خلال حدل سطحه، لتمتينه ومنع النشّ، أما الجدران فكانت مطلية بطبقة من «الكلين». أما بيوت النبطية في القرن العشرين، هي نسخة عن البيوت اللبنانية الحديثة في عهدها، وإذا كان معظم هذه الأبنية التراثية مبني من الحجر الصخري والسقوف الخشبية التي يغطيها القرميد الإيطالي، فإن العديد منها ناله من الإسمنت نصيباً مع بداية العشرينيات من القرن العشرين، بيد أنها حافظت على جدرانها الحجرية المقطعة الناعمة، وعقودها وقناطرها، ونالها من العدوان الإسرائيلي كذلك، ما نال البيوت القديمة، أو أكثر، ودمر العديد منها كلياً.

الباحث علي مزرعاني في كتابه الأخير عن النبطية، الذي أصدره تحت عنوان: «النبطية ذاكرة المكان والعمران»، يقول: «عرفت النبطية أشكالاً شتى من المنازل مع بدء ظهورها التقريبي في القرن الحادي عشر للميلاد، ومعظم قرى ودساكر جبل عامل عرفت المنزل البسيط ذا المربع الواحد المؤلف من سقف ترابي مكون من أخشاب وحصى وتراب، وله باب منخفض قريب من مستوى سطح الأرض، بالإضافة إلى فتحات للتهوئة (قبل ظهور النوافذ المعروفة حالياً) وبارتفاع لا يزيد على المترين، وهذا المنزل يكبر ويصغر بحسب إمكانيات العائلة التي تشترك جميعاً في بنائه».

يضيف: «استمر ذلك النموذج حتى القرن الثامن عشر حيث أخذت البيوت بالتوسع مع استخدام القناطر الداخلية في العمارة لتزيد من إمكانية صمود المنازل، ولتحسين تقسيماته الداخلية وزيادة ارتفاعه عن ذي قبل. ولعل أقدم منزل مأهول في النبطية ما زال موجوداً في حي السراي، هو منزل آل فخر الدين (لصاحبه الأساسي أحمد موسى صباح، حيث الطابق السفلي للمنزل، أو الأقبية قائمة على عقود حجرية متصالبة تعود إلى القرن الثامن عشر، وهذا المبنى الوحيد القائم على هذا الطراز في النبطية وذلك لصعوبة بنائها وتكلفتها العالية. أما النموذج الأكثر شيوعاً فكان نظام القناطر مع السقف الترابي وما يتبعه من تحسينات وديكورات داخلية (الكواير، اليوك، الداخون وغير ذلك)، وهناك منزل وحيد قائم في حي البياض (منزل حسين محسن شميساني)، وآخر على طريق الزوال (منزل قاسم كمال) في حي السراي، وعمدت هذه القناطر إلى تقسيم المنزل إلى أقسام أو غرف عدة، وزادت من جماله الداخلي ومن متانته وارتفاعه الذي وصل في بعض الأحيان إلى خمسة أمتار.

وكان حـــي السراي أقدم أحياء النبطية مطلع القرن العشرين، ولا تتعدى منازله المئتي منزل معظمها متصل بعـــضها بالآخر، حيث كان الشخص ينتقل من منزل إلى آخر عبر الأسطح، وكانت توجد بين البيوت فتـــحات مشتركة في أعلى الجدار للتســـامر ليلاً، لأن معظم الســـكان على صلة قرابة بعضهم بالبعض الآخر، وكـان هذا الحي أساس المدينة».
ويوضح مزرعاني أنه «بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حدثت نقلة نوعية في العمارة في النبطية مع ظهور الترابة السوداء المستخدمة في بناء المنازل، وبدأ وصول المال الاغترابي من أميركا اللاتينية وأفريقيا التي هاجر إليها العديد من أبناء النبطية. ولعل أول منزل بني بالترابة السوداء هو منزل الحاج أمين شاهين في العام 1920 في حي الميدان، والبعض قام باستبدال سقف منزله الترابي، كالشيخ علي كركي في حي البياض. وأخذت تظهر في النبطية المنازل الجميلة في أواخر عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين خاصة في حي البياض (التي سميت حارة أفريقيا).

وانتشر البناء الصخري المزين بالقرميد الأحمر. وظهرت أنواع شتى من المنازل التي لا نموذج محدداً لها سوى أنها نسخة طبق الأصل أو معدلة عن منازل الحواضر المجاورة. فكان البناؤون ينقلون التصاميم وينفذونها، ويشتركون مع صاحب المنزل في وضع التعديلات الخارجية والتقسيمات الداخلية، إضافة إلى تزيين المنازل بالنقوش والرسوم والزخارف الجميلة حول الأبواب والنوافذ والمضويات المختلفة الأحجام والزجاج الملون، فضلاً عن البلاط ذي الرسومات الجميلة الملونة والذي كان يعد ترفاً في تلك الأيام».

يتابع: «أواخر القرن العشرين كبرت النبطية فجأة وتضخمت بالمساحات الإسمنتية من دون مراعاة القواعد المميزة للبناء القديم مع ممارسات مناقضة تماماً لتقاليد البناء، وافتقد الإحساس والتوازن بين البناء والمساحات الخضراء في محيطه، وافتــقدت المباني الهدوء والأمان والجمال الذي كانت تمتلكه البيـــوت القديمة ذات القرميد الأحمر والحجارة الصخرية البيـــضاء التي كانت تشكل نمطاً جميلاً وجذاباً عكس عمارات هذه الأيام التي تهرب من النظر إليها».

ويخلص مزرعاني إلى القول: «لقد دمّرت النبطية تراثها وهربت منه، وأزيلت معظم البيوت التي تحمل قيمة تراثية وأدبية وتاريخية لأعلامها الكبار ولعائلاتها التاريخية، كمنازل العلماء والأدباء المشايخ سليمان ظاهر، وأحمد رضا، وعبد الحسين صادق، والمخترع حسن كامل الصباح، ودارة آل الفضل التاريخية، والسرايا الحكومية العثمانية، ودارة أم رمزي حريبي في حي البياض، التي أزيلت عام 2007، بالرغم من ظهور مجموعة من الفيلات الجميلة على أطراف المدينة بتصاميمها الرائعة وبزخرفتها».

«مستوطنة النبطية»

يرى الدكتور رهيف فياض، المتخصص في تاريخ ونظريات العمارة وفي التنظيم المدني، أن «موقع مستوطنة النبطية في الوطن، قد تغير، وتغير دورها فيه. ومع هذا التغيير الجذري في بنية المدينة المستوطنة تغيّرت كل التعبيرات المدينية والمعمارية فيها، بفعل عوامل عدّة». ويشير إلى أنّ «المستوطنة البشرية الصغيرة، مستوطنة النبطية، والقرية الزراعية والحرفية الكبيرة، قرية النبطية، التي استمرت ببنيتها الاجتماعية وباقتصادها وبدورها حتى ثلاثينيات القرن الماضي، قد ماتت، ورحلت إلى غير رجعة، ومات معها معـظم أمكنة الذاكرة الجماعية، طرق، ساحات، مجالات غير مبنية، منازل، دور وعمارة»، معرباً عن اعتقاده بـ«أن مكونات مدينية ثلاثة رئيسية بقيت فيها وهي: سوق الإثنين، ساحة عاشوراء في المدينة، والدروب والزواريب وحجارة الجدران وشبابيك المنازل في حي السرايا.
وربما أضفنا إلى تلك المكونات الثلاثة، شارع النبطية الرئيسي، شارع المناسبات الوطنية الكبرى».
يقول فياض: «نفتش في المدينة عبثاً عن القرية الكبيرة وسط الوادي الفسيح الخصيب، فلا نجد الوادي ولا نجدها.

لقد ضاعت القرية مع الوادي في طفرة المباني الخرسانية المتمددة أفقياً أو المشرئبة المتوثبة عمودياً وبقي اسمها فحسب: النبطية، وفي جزء من المدينة بشكل أدق، يتجاوز الحي المكتظ ذو المباني المتكررة مع غابة من المباني المرتفعة والمنتشرة فوق الهضاب من دون أي انتظام، ومن دون أي رؤية مدينية جامعة، فهي تتنافس في ارتفاعها وفي أشكال كتلها وفي غلافاتها، ولا تضيف إلى المكان شيئاً سوى حضورها فيه، إنه بنيان اللامكان الذي لا روح له ولا عمارة فيه».

يتابع: «هذه هي مدينة النبطية مركز المحافظة التي ابتلعت الوادي الزراعي الفسيح وابتلعت مع الوادي القرية الكبيرة بتراثها وبمنازلها مع أقواسها الحجرية وأسقفها الترابية، ومعظم زواريبها والحكاية المحفورة في حجارة جدرانها وفي شبابيك بيوتها»، مشيراً إلى أن «حدث الذاكرة الجماعية الأول في النبطية هو سوق الإثنين والأماكن المتنقلة التي احتضنته بالأمس ، والتي لا تزال تحتضنه إلى الآن، وهي أماكن الذاكرة الجماعية الرئيسية فيها، وقد اختلفت البيئة المبنية فغاب عنها النغم العذب وغاب الإيقاع المتقطع المسكر، واحتلت عمارة الطراز الدولي المعولمة المكان كلّه، في أشكالها وموادها، في لغتها وفي عـــدد الطبقــــات فيها وفي وجهة استعمالها. غاب الحضور الإنساني المتناغم العذب، واحتل رأس المال الجشع المكان كله».
يضيف فياض: «ربما شكّل حي السراي في المتبقي فيه من المنازل بحجارته العتيقة وزواريبه، مكاناً حقيقياً للذاكرة الجماعية في المدينة، بالرغم من التبدلات التي طالت مدخله بشكل كارثي».

لكنه سأل: «من أين أتت هذه العمارة؟، ومن أين أتى هذا السقف الزجاجي شبه الأفقي؟، ولماذا كل هذه العجقة في الأعمدة المزينة وفي الأقواس المزركشة؟ ومن أين أتت النسب في هذا الممر المسقوف اليوم، والذي يجعلنا نشعر بالاختناق لا بل بالقمع، بسبب هذا التناقض بين امتداد المدخل وارتفاعه؟ ولماذا كل هذا الانتظام القاسي الثقيل؟ أين روح سوق الحميدية في دمشق؟ أين سحر الأسواق التقليدية في حلب؟ أين جمال سوق النجارين في طرابلس؟ ربما كان الجامع القديم المرمم معلماً حقيقياً وحاضناً مميزاً للذاكرة الجماعية، وصورة ناصعة لروح الأمكنة».

«درابزينات»

من جهته، يشير المهندس الدكتور يوسف حمزة إلى أن «البيوت التراثية في النبطية تميزت بعقودها من حيث ميكانيكية البناء (strecture) واعتمادها على القوس (Arc) الذي يقفل في وسطه بواسطة حجر يحتمل الأثقال المتراكمة أعلاه، ثم يتوزع البناء على جوانبه». ويلفت إلى أنّ «العقود في النبطية مكتسبة من العالمية التاريخية: رومانية، بيزنطية، عربية، عثمانية وعباسية مع المقرنصة. وهذه العقود استخدم معظمها في لبنان، بصبغة لبنانية، العقد اللبــناني الموجود في قصر بيــت الدين والبيوت اللبنانية التراثية، التي يزيد ارتفـــاع غرفها عن أربعة أمـــتار، أو خمسة، وعقــودها تزيد عن ثـــلاثة أو أربعة عقود، مع الإيوانات وغيرها».

يقول: «تتمتع هذه البيوت بجمالية السيراميك (البلاط)، وحديدها المربوط (غير الملحم) وأشكاله التراثية الرائعة، وألوانها الزاهية، أما الخشب فهو من الجوز والسنديان المطعم بزجاج ملوّن ورسوم جميلة، كالشمس والورد وغصن الزيتون والغار، ثم المناور الصخرية ذات الأشكال الهندسية المختلفة: دائرية، بيضاوية، مثلثة، مربعة، مسدسة ومثمنة، محاطة بالنقوش عينها، ولذلك مدلولات تراثية في الحسّ الجماعي لأصحابها».
يضيف: «أما الشبابيك والنوافذ، فهي من خشب سميك وعريض لا يقل عن ثلاثين سنتيمتراً، تتقاطعه قضبان حديدية دائرية ملساء أو مربعة، أو رسوم، وذلك بحسب الإمكانات المادية للمالكين، وقد عرف أبناء المدينة طرائق رائعة في مادة علم البناء، من خلال استخدامهم الأباجور من الخارج والزجاج من الداخل، لعزل داخل البيوت عن البرد شتاءً، والحرّ صيفاً».

وزينت بعـــض الشبابيك والأبواب بقناطر ملـــونة، أو عتبات وردائف لحـــمايتها من الماء، منقوشة بخطوط هندسية تترابط بمنـــحنيات قوســـية أحياناً، أو بحجـــارة كبيرة تحمل نقوشاً من الورد وأغصان الشجر أو الأزهار.
أما الأبواب فهي من الخشب القاسي أو المتين، وتزين الشرفات «درابزينات» من حديد مربوط. وقد درجت في النبطية، وفق حمزة، في فترة الخمسينيات، «درابزينات» اعتلت السطوح أو الشرفات من الإسمنت المصبوب بقوالب خاصة، متشابهة، تمسكها قضبان حديدية لتمكنها في وقت الصبّ، ولتصبح أكثر مقاومة بعد تركيبها، ولا تزال هذه القوالب سليمة في العديد من بيوت المدينة.
أما السطوح، يتابع حمزة، فكان جلّها عند الميسورين من أبناء المدينة، من القرميد الإيطالي، وقد تربّعت على قوالب خشبية ضخمة، دائرها مسارب للمياه، تتصل بمزراب يصب في بئر حفرت في حضن كل بيت.

وأحيطت البيوت التراثية، بحدائق واسعة في معظم الأحيان، إذ لم يكن العمران الضخم يغطي مساحات واسعة من أحيائها، ولقلة أعداد مالكي الأراضي والبيوت في آن معاً. وتوسطت هذه الحدائقَ بـــركٌ من الحجر الصخري تراوح قطرها بين مترين وأربعة أمتار، دائرية أو مسدسة أو مثمنة، لكنها دائرية في معظمها، وخصوصاً بعد وصول المياه إلى المدينة في العام 1924.

ويشير إلى أن «حجارة بيوت النبطية استحضرت من مقالع صخرية في ميفدون والزوطرين الشرقية والغربية، والداوودية، وبعضها استقدم من مدينة بنت جبيل، أما العاملون فيها، في مطلع القرن العشرين، فكانوا معلمين من صفد في فلسطين وقد أتقنوا قطع وتركيب الحجر الناعم. ثم جيء بعدها بمعلمين من مغدوشة ومن منطقة الشوف. أما محلياً، فقد عمل العديد من أبناء المدينة في مهنة قطع الحجارة وحفرها، ومنها عائلات، عرف منهم: نجيب صالح وأبناؤه، علي حيدر وهبي، محمد درويش رضا، أحمد حامد، سابا جروان وأشقاؤه، جواد خليل صباح وأبناؤه، محمد قاسم ملي واخوته».

دور البلدية

وينبه حمزة إلى أن «المحافظة على ما تبقى من هذه المنازل، لن تكون إلا بمبادرات فردية أو بلدية، ويمكن للبلدية وضع إشارة تراث على كل مبنى تراثي، منعاً من هدمه أو تغيير شكله، ومساعدة أصحابها أو مالكيها الحاليين على ترميمها. كما يمكنها إعطاؤهم تسهيلات كـــالرخص المجانية وإعفــاؤهم من الضرائب. ويمكن نقل بعضها إلى أماكن قريبـــة أو بعيدة، بعـــد تطور التكنولوجيا، علـــى غـــرار ما حصل في سلوفاكيا منذ ثـــلاثة أعوام، حيث نقـــلت إحدى الكنائس القديمة إلى مكان آخر، وفي روسيا حيث نقل مستشفى لطب العيون. لكن ما يجري عندنا، هو لجوء الورش إلى الهدم العشوائي، وتكسير الحجارة الصخرية المنحوتة يدوياً، وهي باهظة الثمن حالياً، في وقت يمكن هدمها، بعد ترقيمها، أو تصويرها باستعمال الفوتوغرامتري، ونقلها لبنائها من جديد، مثلما كانت أو أفضل من ناحية الجـــودة، مع المحافظـــة على شكــــلها التراثي»، مبدياً استعداده للتبرع بالدراسات الـــتراثية لإعــادة هذا الـــتراث إلى سابق عهده.

ويلفت المهندس علي همداني إلى «إمكانية نقل حجارة بعض البيوت التراثية في النبطية ونقوشها وعقودها، التي خربت من الداخل، وما زالت تحافظ على الكثير من جوهرها، من الخارج، إلى أماكن أخرى، قبــل هدمها كلياً، ونقل الواجهات والنقوش بعد تصويرها وترقيمها، على غرار ما قمنا به سابقاً، إذ نقلنا عقودَ وقنــاطرَ منزلِ جدي يوسف صباغ الهمداني، إلى باحة منزل شقيــقي في محلة التلة المشرفة على النبطية من الجـهة الجنوبية الغربية».
ويشير إلى «محاولة بلدية النبطية في وقت سابق شراء منزل أم رمزي القديم في حي البياض، لتجعله داراً للبلدية، لكن كثرة الورثة، الذين طلبوا مبالغ باهظة، جعل إمكانية شرائه شبه مستحيلة، لكن هذا لا يمنع البلدية من إجراء عملية إحصاء للمنازل القديمة والتراثية في النبطية، وترقيمها، ومنع المسّ بها أو تشويهها، حتى لا تتكرر مأساة هدم منزل آل الفضل الرائع الذي كان يشكل تحفة فنية نادرة».

زر الذهاب إلى الأعلى