قامت بلدية النبطية ومخاتيرها وأنديتها وجمعياتها بوضع أكاليل من الزهر على ضريح رجل الاستقلال معالي محمد بك الفضل تكريماً له .. وقد ألقى الدكتور عباس وهبي كلمة بلدية النبطية :
هي الذكرى الخامسة والسبعون لاستقلالِ لبنانِنا الذي بذلَ أجدادُنا و أباؤنا دماءَهم و عرقَهم من أجل صونه , و ما انفككنا نفديه بالغالي والنفيس . إن الاحتفال بالاستقلال يرمز الى الاصرار على محاكاة الوجودِ بكلِّ إباء , فالحريةُ كي تمارسَ يجب أن تنتزعَ و لكي تُكتسبَ يجب ان يكون البذلُ صائنَها و صانعَها ..وها نحنُ اليوم نقف على ضريحِ من ناضلَ من أجلِ حفظِ كيانِ هذا الوطن أعني به معالي محمد بك الفضل ابنِ مدينةِ النبطيةِ مدينةِ الابجديات الخمس وعرينِ المقاومة الذي يعتبرُ أحدَ رجالات الاستقلال الذين صنعوا العلم اللبناني و ما انفك امضاؤهُ يشهدُ على ذلك حيث دُون اسمهُ عليه …و نتساءل لماذا قد هُدرت حقوقُ هذا الرجلِ المناضلِ الكريمِ صاحبِ المرؤةِ الذي قدم الكثيرَ لمدينتهِ حين كان نائباً ووزيراً ’ و كيف لا فهو قد نبت من هذه الارضِ الطيبةِ من صلابةِ هذا الجبلِ الاشمِ جبلِ عاملة الذي دحر الغزاةَ على مرِّ التاريخ و ما انفكَّ شامخاً بشهدائهِ وعلمائهِ وحضارته . والعجبُ العجابُ لماذا لا تقوم الدولةُ كلَّ عامٍ بتكريمِ هذا الرجلِ اسوةً برجالِ الاستقلالِ والاعترافِ بما قدمهُ من خلالِ اقامةِ مراسيمِ الاحتفالِ بهذا العيد , ووضعِ الاكاليلِ على ضريحهِ و أداءِ التحيةِ لهُ في كلِّ عام ..ولكن هذا التغافلَ لا بل هذا التهميشَ يبدو لكلِّ ذي بصيرةٍ انه مفتعلٌ و مشبوهٌ و مقررٌ عن سابق عزمٍ وإصرار , وهو موجهٌ ضدَّ مدينةِ النبطيةِ لا بل ضد شريحةٍ واسعة ٍمن الشعبِ اللبناني .. واننا لنستغربُ هذا الظلمَ المسقطَ دون رادعٍ ..و قد تحول هذا الأمرُ الى غصةٍ سنويةٍ نشعرُ بها كشوكةٍ في كل عامٍ ..فهل دخلت غربلةُ ابطالِ الاستقلالِ في نظريةِ هيمنةِ الاقوى على سيرورةِ التاريخِ في اطارٍ من المزاجِ السياسيِ الطائفيِ الشوفيني , وهل يحتاجُ ايفاءُ الحقِّ لصاحبهِ الى الهامٍ ساحرٍ أو حثٍّ على الوفاءِ والتقدير ؟
بخٍ بخٍ ان المطلوبَ هو الافراجُ عن الاستقلالِ في عيد الاستقلالِ عبر تحصينهِ و تحريرِ ما تبقى من الارضِ والانسان ِ و ايجادِ العدالةِ الاجتماعيةِ ووقفِ الهدرِ والسرقاتِ والمحسوبيات ِ واغلاقِ دولةِ المغارةِ , و العودةِ نحو دولةِ القانون و المؤسساتِ التي تصونُ الوطنَ والمواطنَ , و الافراج ِ عن الذكرِ الطيبِ المشرفِ لابطالِ الاستقلال…. و لا سيما اننا في زمنِ انتصاراتِ المقاومةِ من لبنانَ الى غزةَ و سوريا واليمن ..و اخيراً باسمِ بلديةِ مدينةِ النبطيةِ وانديتِها وجمعياتِها و مخاتيرها نطلقُ صرخةَ الحقِّ على ضريحِك قائلين : نعم لانصافكَ لانَّ به يُنصف تاريخُ مدينةٍ وتاريخُ وطنٍ لا بل تاريخُ الاحرارِ كي تسمقَ شجرةُ لبنانَ على ضفافِ العزةِ والكرامة . عشتم وعاش لبنان…