أخبار لبنان

#روائح_النفايات_تجتاح_صيدا_والغازية

عند منعطف الطريق باتجاه النابلسي المطعم الاشهر في الغازية، تستقبلك رائحة النفايات الكريهة، تخرق انفك غصبنا عنك ، كأنها تغتصبك عنوة، وممنوع عليك الاعتراض، تجد الناس في المكان اعتادت هذا النوع من الاغتصاب العنصري، باتوا اكثر تصالحا مع تسرب الروائح الى محالهم، تسمعهم يرددون، ع شو شامم ريحة كرهة، ما انت بلبنان، وكأن عطر النفايات بات ماركة مسجلة، قد يصدرونها للخارج بعد فترة، او ربما يتاجر بها الناس، في زمن البطالة، يجهد بائع الخضار الذي يركن عربته الخشبية عند ناصية الطريق ان يزين ويرتب خضاره التي ترتفع فوقها اسعارها الشعبية، الموز بـ1000 والتفاح بـ750 وهلم جر من اسعار باتت تلامس الفقير في المنطقة، وتلامس حاجة الناس ايضا.
يحاول ابو محمد صاحب العربة، الستيني الذي اكلت الشمس من بشرته حتى غيرت لونها، واكل العمر من وجهه حتى اجتاحته التجاعيد، ان يسوق لبضاعته، ينادي عليها كل فين واخرى، عله يصطاد زبونا عابرا، حتى الزبائن شحوا، يقول وهو يردد الحمدلله، قد يكون السبب بالرائحة المنبعثة من معمل النفايات، فالمسافة قليلة بين الشارع والمكب والروائح تعم المكان، وربما لا يرغب ببضاعة شعبية، يحاول ان يبرر لنفسه قلة حركة البيع، الذي يدرك جيدا انها حال كل البلد المتوقف ع نص رجل عرجاء، وفق وصف احدهم.
الروائح الكريهة تجتاح مستشفى الراعي ، تصل الى داخلها، تصاحب المرضى في رحلة علاجهم، الكل يشكو من واقع الأمر حتى الممرضين يشكون ولكن ما بيد حيله، وحدها وزارة الثحة غائبة عن السمع، ووحده المرض يطارد الناس في المستشفيات فمن يتحرك ليضع حدا لمعمل النفايات الكارثة

من صفحة #رقم 9

زر الذهاب إلى الأعلى